بطريرك بيت المقدس بالقسطنطينية صار أرسانيوس بطريرك الإسكندرية مدبّر [1] لكرسي بيت المقدس.
[استمرار الخلاف على عيد الفصح]
وكان يصلح المطارنة والأساقفة لهذا الكرسي بيت المقدس. وكان يصلح الرؤساء للكرسي. فكتب أيضا رؤساء اليعقوبية والنسطورية إلى أصحابهم المقيمين في الشام وغيره يعرّفونهم ما اتفق عليه أهل مصر، وأنه الصواب. فوصلت الكتب وقبلها كل أحد إلاّ أهل بيت المقدس، فلم يوافقوهم على رأيهم، ورأوا أن الرأي الذي اعتمدوا عليه هو الصحيح.
واتصل ذلك بأرسانيوس البطريرك على الإسكندرية، فكتب إليهم يفنّد رأيهم ويعرّفهم أنّهم على غلط فيما اجتمعوا عليه، وأن الصحيح ما اتفق عليه أهل مصر، فوصلت كتبه إليهم عشيّة يوم الخميس من الجمعة التي تهجر الملكية فيها أكل اللحوم المنسوب صوما إلى هرقل الملك. وكان أهل بيت المقدس قد افترضوا تلك الأيام الأربعة وأكلوا اللحم فيها قبل أن تصل إليهم كتب البطريرك وعوّلوا على أن يكون صومهم وفصحهم على ما اتفق عليه] [2].
حينئذ اتّفق جميع النصارى الذين بمصر من الملكية والنّسطورية واليعقوبيّة على أنّ/118 ب/فصح اليهود يوم السبت في خمسة أيام نيسان، وهو الرابع عشر من رجب، وفصح النّصارى يوم الأحد غده. ورأى أهل بيت المقدس الرأي الثاني، واعتمدوا عليه، ووصلت كتبهم وكتب أهل الشام إلى مصر يتعارفون منهم ما اتّفقوا عليه. وكتب أرسانيوس بطريرك الإسكندريّة إلى أهل بيت المقدس بما صحّ عنده فيما اتّفق عليه رأي أهل مصر، وأنه الصواب الذي يجب أن يعوّل عليه [3].
فلمّا وصلت إليهم كتبه قبلوها [ورجعوا عن ذلك وصاموا يوم الجمعة [1] كذا، والصواب «مدبّرا». [2] ما بين الحاصرتين، من قوله: «وكان بعض الجداول» حتى هنا، زيادة من نسختي: بترو والبريطانية. [3] العبارة هنا مكرّرة مع ما سبق.